الأحد، 7 نوفمبر 2010

حصاد الفجر العراقي الجديد




نواف الزرو




وثائق كشف المستور
الحصاد العراقي حسب الشيخ الضاري
نهر من الدماء يضاف إلى دجلة والفرات
التدمير المنهجي لمؤسسات التعليم
الاعتقال والتهجير والتجهيل والتفقير
شهادات وجرائم على أجندة المحكمة الدولية
أي عراق سيد ومستقل يبقى؟

المشهد العراقي اليوم مثخن بالجراح بلا حدود، وحجم ومساحة المحارق والمجازر المقترفة هناك على أيدي القوات الأميركية ومرتزقتها يصل إلى مستوى هولوكوستي، فما جرى ويجري في عراق الرشيد لم يكتب في التاريخ، ولم تشهد له البشرية مثيلا، وإن كانت المعطيات الماثلة اليوم تشي بذلك، فإن ما هو مخفًى يبقى أعظم وأخطر.

فهناك الدمار الشامل للمدن والبلدات والبنى التحتية، وهناك الاختطاف والنهب الشامل للتاريخ والتراث والحضارة، وهناك الإبادة المنهجية للثروات العلمية العراقية، بل هناك ما هو أبعد وأبعد، هناك الإبادة الجماعية والتهجير الجماعي القسري لملايين العراقيين، وهناك التشويه الجيني المنهجي لملايين الأطفال والأجيال.

وثائق كشف المستور
الرئيس الأميركي أوباما يعلن: "أن الولايات المتحدة أنهت رسميا مهامها القتالية في العراق"، و"أن الحرب وضعت أوزارها" بعد سبع سنوات من الغزو، وأن العراق قادر على "رسم مسار مستقبله". (الجزيرة 28/8/2010)، ووزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس يضيف "قررت إدارة الرئيس أوباما منح الحرب في العراق مسمى جديدا هو "عملية الفجر الجديد"، بعد أن كان يطلق عليها منذ الغزو 2003 "عملية تحرير العراق".

ورئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي يعلن: "أن العراق نال استقلاله وبات بلدا حرا وذا سيادة بعد انتهاء المهام القتالية للقوات الأميركية"، مضيفا: "أنه بتنفيذ اتفاقية سحب القوات الأميركية تكون العلاقات بين دولتين ذات سيادة قد دخلت عهدا جديدا (الجزيرة 31/08/2010). فأي فجر عراقي جديد هذا؟ وما مضامينه؟ وما هو حصاده على امتداد سنوات الاحتلال الماضية التي مهدت له؟

400 ألف وثيقة ويكيليكسية سرية تتعلق بالحرب في العراق، تغطي الفترة بين الأعوام 2004 و2009، تنزل فجأة كالصاعقة على رؤوس جنرالات الجريمة وتتهم واشنطن وحلفاءها صراحة باقتراف جرائم حرب لا حصر لها ضد الشعب العراقي، لتشرح للعالم كله مضامين حصاد الفجر الجديد المزعوم بالأرقام والمعطيات والشهادات الدامغة التي من شأنها كلها مجتمعة أن تقدم جنرالات الإجرام إلى محكمة الجنايات الدولية لو أن العالم جد جده وتحمل مسؤولياته الأممية الأخلاقية.

تقول بعض التعليقات إن الوثائق كشفت عن "فضيحة العصر وعار الولايات المتحدة الأميركية"، واعتبرت "أكبر تسريب في التاريخ لوثائق سرية عن حرب ما زالت رحاها تدور... وتواطؤ شامل ما بين الداخل والخارج"، ونائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ يصفها بأنها خطيرة جدا، قائلا في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية: "أعتقد أن مضمونها خطير جدا".

"
ما فعلته وثائق ويكيليكس هو أنها "كشفت المستور" من المحارق والمجازر الهولوكوستية التي اقترفتها القوات الأميركية والبريطانية الغازية وحلفاؤها بحق العراق شعبا وحضارة وتاريخا وعروبة وحاضرا ومستقبلا
"
فما فعلته وثائق ويكيليكس كما يقال هو أنها "كشفت المستور" من المحارق والمجازر الهولوكوستية التي اقترفتها القوات الأميركية البريطانية الغازية وحلفاؤها بحق العراق شعبا وحضارة وتاريخا وعروبة وحاضرا ومستقبلا!

ولكن، ما فعلته الوثائق أيضا على أهميته وأبعاده القانونية والأخلاقية أقل بكثير من الحقيقة الصارخة التي تخيم على المشهد العراقي برمته في مدنه وبلداته وقراه وعلى كل بيت وكل عائلة عراقية، فالمخفى والمسكوت عنه هناك على امتداد المساحة العراقية أعظم وأخطر.

فنحن أمام نحو سبع سنوات ونصف من الاحتلال والمحارق والدمار والخراب والتهجير والتفكيك والشطب والإلغاء يتوجونها اليوم بما يطلقون عليه "الفجر الجديد" في العراق...!

الحصاد العراقي حسب الشيخ الضاري
وفي المضامين الحقيقية للفجر العراقي الجديد، نستحضر شهادات الشيخ المجاهد حارث الضاري، الذي جاب العالمين العربي والإسلامي دونما كلل، شارحا حقائق المشهد العراقي، فاضحا جرائم قوات الغزو وعملائها بحق العراقيين، ولعل تلك الشهادة التي قدمها الشيخ الجليل خلال محاضرة له في مجمع النقابات الأردنية يوم22/3/2010من أبلغ الشهادات حول حجم ومساحة الجريمة الاحتلالية في العراق.

إذ قال: "وقع العراق فريسة للاحتلال، ومنذ ذلك الوقت وهو يمر في دوامة، الكل يقتل الكل وينهب ويدمر ويعيث فسادا في أرض العراق. سبع سنوات والعراق من سيئ إلى أسوأ، ومن حلقة سوداء إلى حلقة أكثر سوادا.."، مضيفا: "فقد العراق أكثر من 1.5 مليون شهيد، وأكثر من مليون معتقل دخلوا سجون العراق في ظل الحكومة الحالية ولم يخرج منهم إلا العدد القليل.. فأين هم: هل انتقلوا إلى رحمة الله نتيجة التعذيب..؟!".

وأردف: "هناك جيش من الأرامل.. وملايين من اليتامى، وملايين من المهجرين خارج العراق.. وملايين أخرى من المهجرين داخل العراق في الخيام منذ أكثر من خمس سنوات... يفتقدون إلى كل مقومات الحياة في دولة هي من بين أغنى دول العالم..عشرات الآلاف يسكنون اليوم في بيوت من القش في جنوب ووسط العراق على النفايات.."، مشيرا إلى وجود "نحو 160 سجنا كبيرا وصغيرا".

مستخلصا: "هذا هو العراق الجديد الحر المثالي.. العراق الجريح القتيل المدمر المنهوب المسروق الذي تجري أنهار من دماء أبنائه يوميا.. إن الوضع أسوأ مما كان عليه في أي وقت مضى.. والأيام القادمة تحمل في طياتها أحداثا جساما..".

فهل هناك يا ترى شهادة أبلغ وأعمق وأشد وضوحا وتأثيرا من شهادة الشيخ المجاهد الضاري؟!

نهر من الدماء يضاف إلى دجلة والفرات
وفي الحصاد الدموي، فـ"بغداد مازالت أكبر مركز لسفك الدماء على وجه الأرض وفي كل زمان" حسب مجلة تايم، و"العراق يغرق بدماء المجازر المتنقلة" حسب تقرير آخر.

ولخص مواطنون عراقيون المشهد الدموي العراقي بقولهم: إن الاحتلال الأميركي لبلادهم "نجح في تحقيق معجزتين هما: رافد ثالث يضاف إلى دجلة والفرات ويحمل اسم "نهر الدم"، و"سور السيارات العظيم" الذي يمتد أمام محطات الوقود في بلد يملك ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم".

فقد جاء في دراسة أجراها أحد أبرز مراكز استطلاعات الرأي في بريطانيا "أن أكثر من مليون عراقي قتلوا منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003"، وتوصل الاستطلاع الذي أجراه مركز "أو آر بي" لاستطلاعات الرأي في مقابلات وجهًا لوجه إلى "أن 20% من الأشخاص شهدت أسرهم وفاة واحدة على الأقل نتيجة الصراع وليس لأسباب طبيعية"، وحسب آخر إحصاء كامل لعدد السكان في العراق أجري عام 1997 فإن هناك 4.05 ملايين أسرة في البلاد، وهو العدد الذي اعتمد عليه الباحثون في المركز ليخلصوا إلى أن نحو 1.03 مليون شخص تقريبا لقوا حتفهم نتيجة الحرب.

"
الاحتلال الأميركي للعراق نجح في تحقيق معجزتين هما: رافد ثالث يضاف إلى دجلة والفرات ويحمل اسم "نهر الدم"، و"سور السيارات العظيم" الذي يمتد أمام محطات الوقود في بلد يملك ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم
"
يضاف إلى ذلك "أن المحاكم العراقية أصدرت 12 ألف حكم بالإعدام في السنوات الخمس الماضية فقط، وأن أغلبها نفّذ"، كما أعلنته وزيرة حقوق الإنسان السابقة بالعراق وجدان ميخائيل لصحيفة الصباح العراقية.

وفي هذا الصدد أكد الشيخ الضاري أيضا "أن فترة حكم المالكي الأكثر دموية في تاريخ العراق، حيث قتل خلالها مليون ونصف مليون عراقي بينما اعتقل مليون عراقي" (الجزيرة/2010-9-24).

وبين وثائق ويكيليكس حول معطيات المجازر والقتلى من المدنيين تحديدا، وشهادة الشيخ الضاري، تبقى الحقيقة الساطعة، أن ما جرى ويجري في العراق هو عملية إبادة جماعية لرجال وشباب وأطفال وأجيال العراق، لترتسم أمام العالم صورة سوداء للعراق بكل ما ينطوي عليه ذلك من مضامين وتداعيات واستخلاصات إجرامية لم يشهدها التاريخ.

التدمير المنهجي لمؤسسات التعليم
وعلى نحو يتكامل مع المجزرة المفتوحة، تعرض الوطن العراقي منذ الاحتلال عام 2003 ولا يزال، إلى هجوم شامل واسع النطاق يهدف إلى تدمير بنيته التحتية الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية... ومن أخطر عناوين هذا الهجوم التدميري ما يتعلق بعمليات اغتيال منهجية لصفوة العلماء والأكاديميين العراقيين، إذ يتضح من هويات العلماء المغتالين أنهم ذوو تخصصات متنوعة (علوم، طب، هندسة، زراعة، تاريخ، جغرافية، علوم دينية، لغات)، فهناك في العراق "كلما كانت درجتك العلمية أكبر فأنت مستهدف أكثر، وإذا كنت أستاذا جامعيا فإن حياتك على كف عفريت، أو كف ملثم يحمل بندقية" (الجزيرة).

وكتب الصحفي البريطاني المشهور روبرت فيسك في هذه الكارثة قائلا: "يشعر منتسبو الهيئات التدريسية في جامعات العراق بوجود مخطط لتجريد العراق من علمائه وأكاديمييه لاستكمال تدمير الهوية الثقافية للعراق في أعقاب احتلاله عام2003".

وقالت المصادر نقلا عن تقارير صادرة عن وزارة الخارجية الأميركية "إن 74% من العلماء والأكاديميين تعرضوا للتصفية الجسدية بينما بقي حوالي 26% تحت وطأة التهديد المستمر ويحاول الكثير التغاضي عن تلك الإحصاءات والأرقام فيما تبادر جهات مسؤولة بتكذيب تلك الإحصاءات الصادرة عن جهات متخصصة".

وتشير تقديرات جامعة الأمم المتحدة إلى أن 84% من مؤسسات التعليم العالي قد حرقت أو نهبت أو دمرت، علمًا بأن النظام التعليمي في العراق كان الأفضل في المنطقة وأن أهم ثروات العراق كان المستوى التعليمي المتقدم لأبنائه.

فنحن هنا أمام عملية تدمير منهجي وتصفية منهجية لصفوة العلماء والمثقفين والمفكرين العراقيين في سياق حرب شيطانية تستهدف العلم والتعليم والثقافة والحضارة في العراق.

الاعتقال والتهجير والتجهيل والتفقير
وفي السياق التدميري أيضا تأتي سياسات الاعتقالات والتهجير والتجهيل والتفقير المنهجية التي تستهدف إعادة الشعب العراقي إلى القرون الوسطى كما خططوا.

فعن معسكرات الاعتقال والتهجير الجماعي في العراق، أكدت نقابة المحامين العراقيين وجود السجون السرية وقالت إن مئات الضباط الكبار والعلماء العراقيين ما زالوا محتجزين لدى القوات الأميركية منذ الغزو ولا يعرف أحد مصيرهم. (الجزيرة نت 12/01/2010).

وقالت ممثلة اتحاد الأسرى والسجناء السياسيين العراقيين المحامية سحر الياسري من جهتها في حوار أجرته مع العرب اليوم الأردنية "إن عدد السجناء العراقيين يصل إلى 400 ألف سجين منهم 6500 حدث و10 آلاف امرأة، تم اغتصاب 95% منهن"، مضيفة "أن العراق سيصبح صاحب أكبر عدد ممكن من السجون والمعتقلات. فعلاوة عن سجون الاحتلال هناك سجون أخرى للحكومة العراقية ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع ووزارة الأمن القومي والمخابرات وكذلك السجون الخاصة بالأحزاب السياسية، ولا شك أن هذه السجون تشهد أبشع الصور لانتهاكات حقوق الإنسان والسجناء فيها دون أمر قضائي، ويقبعون فيها لمدد طويلة دون عرضهم على المحاكم".

ووفق الشهادات المختلفة، فإن العراق يعتبر عمليا أكبر معسكر اعتقال جماعي على وجه الكرة الأرضية.

إلى ذلك، وفي مسألة التهجير الجماعي القسري للعراقيين، قال الكاتب العراقي عبد الواحد الجصاني في صحيفة الخليج "إن التهجير القسري لخمسة ملايين عراقي هو من أكثر جرائم هذا الاحتلال البربري خسّة"، مضيفا "في البدء لا بد من تأكيد حقيقة أن التهجير القسري للعراقيين ليس ناتجا عرضيا غير مقصود من نتائج الاحتلال، بل هو جزء مركزي من مشروع الاحتلال الأميركي الهادف إلى نزع هوية العراق العربية وتقسيمه إلى دويلات طوائف".

"
نحو عشرة ملايين عراقي يعانون الفقر، وهو ما يقارب ثلث سكان البلاد الذين تجاوز عددهم 32 مليون نسمة، حسب إحصاءات لوزارة التجارة العراقية، وهذا العدد مرشح للارتفاع مستقبلا
"
إلى كل ذلك، وبعد أن كان العراق قد أعلن عن القضاء على الأمية عام 1991، اتفق كل من الناطق باسم وزارة التربية العراقية وليد حسن ورئيس لجنة التربية والتعليم في البرلمان علاء مكي على "أن الأمية خطر يهدد المجتمع العراقي". وأكد وليد حسن "أن حجم الأمية في العراق يبلغ حدود 25% إلى 30%"، موضحا "أن آخر تقديرات رصدت في الفترة بين 2008 و2009 تشير إلى وجود خمسة ملايين أمي في العراق أكثر من 60% إلى 65% منهم من النساء، وأكد أن تقديرات عام 2010 تفيد أن هذا العدد ازداد كثيرا وتجاوز سبعة ملايين.

ويضاف هنا الفقر إلى الأمية، فتذكر دراسة أكاديمية أعدها أستاذ العلوم التربوية والنفسية بجامعة بابل الدكتور عبد السلام جودت، ونشرت تفاصيلها صحيفة الصباح العراقية في عددها الصادر يوم02/01/2010 "أن نحو عشرة ملايين عراقي يعانون الفقر، وهو ما يقارب ثلث سكان البلاد الذين تجاوز عددهم 32 مليون نسمة، حسب إحصاءات لوزارة التجارة العراقية، وأضافت الدراسة "أن هذا العدد مرشح للارتفاع مستقبلا".

عن الإعاقات والعاهات كذلك فحدث..!
فمن نتائج الغزو الأميركي للعراق أيضا منذ عام 2003 أنه أدى إلى "إصابة نحو ثلاثة ملايين عراقي حتى الآن بإعاقات مختلفة في وقت تواجه فيه الحكومة العراقية صعوبة في إعادة تأهيل هؤلاء الأشخاص وتقديم الخدمات الطبية لهم" (رويترز 22/1/2010).

لتصبح أجيال العراق في المحرقة العراقية المفتوحة بلا سقف أو حدود!

شهادات وجرائم على أجندة المحكمة الدولية
إلى ذلك، هناك كمّ هائل من الوثائق والشهادات العراقية والأميركية وغيرها، كلها تتحدث عن حجم الجريمة المقترفة، فها هو الكاتب الأميركي توم إنجلهارت يؤكد أن "الغزو الأميركي حطم العراق"، داعيا إلى "الاعتراف بأن العراق غارق في الفوضى في الوقت الراهن وأن البلاد تحطمت واحترقت وأن الأميركيين لم يفعلوا شيئا لإنقاذها (الجزيرة نت 11/03/2010).

ويضيف ريتشارد كلارك: نحن في العراق أمام جريمة اغتيال للوطن العراقي كله.. وأمام "صليبيين جدد". ويوثق تحقيق أميركي أن "الانتهاكات المخالفة لاتفاقيات جنيف باتت روتينية ومن حقائق الحياة العسكرية الأميركية لدرجة أن الجنود لم يشعروا بالحاجة إلى إخفائها".

ويتحدث الأمين العام للمؤتمر القومي العربي الدكتور خير الدين حسيب عن أنواع مختلفة من جرائم الحرب التي يواجهها العراق منذ الاحتلال وهي:

•جريمة الاحتلال غير القانوني من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، وجريمة بعض الأنظمة العربية في تسهيل الاحتلال.

•جريمة تدمير الدولة العراقية، بمؤسساتها المختلفة.

"
في العراق ووفق شهادات أميركية وغربية وعراقية، تكرست وتبلورت جرائم الحرب الأميركية اليومية لتغدو عقلية ونمطية يومية هيمنت على جنرالات وجنود الاحتلال هناك
"
•جريمة نهب الكثير من آثار العراق وتهريب معظمها.

•جرائم قتل وتشريد ملايين المدنيين العراقيين داخل العراق وخارجه.

•جرائم الاعتقالات الجماعية وتعذيب وقتل الكثير من الموقوفين من قبل قوات الاحتلال.

•جرائم تبديد وسرقة أموال العراق.

*جريمة الفتنة وتأجيج الحرب الطائفية

ففي العراق إذن، ووفق شهادات أميركية وغربية وعراقية، تكرست وتبلورت جرائم الحرب الأميركية اليومية لتغدو عقلية ونمطية يومية هيمنت على جنرالات وجنود الاحتلال هناك، بالضبط كما هي مهيمنة على جنرالات وجنود الاحتلال الصهيوني.

فالجريمة في العراق إذن.. أكبر.. أكبر..؟! وتستحق كل هذه الجرائم أن تكون على قمة أجندة العدالة الدولية...! والمسؤولية أشمل وأوسع وتمتد لتصل جنرالات البيت الأبيض..؟!

فأي عراق سيد ومستقل يبقى؟
وما يفاقم الكارثة العراقية أن هذه الأوضاع لن تتوقف وفقا لرؤية الخبراء والمحللين، إذ استبعد المحلل الإستراتيجي في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن أنتوني كوردسمان "أن تستقر الأوضاع في البلد المحتل قبل عام 2012 إن لم يكن 2015".

بل أبعد وأخطر من ذلك، فإن منهجية التدمير الشامل لبنية الدولة العراقية أسفرت حتى الآن عن حجم هائل ومروع من الدمار والإبادة الجماعية، وهو ما "يحتاج إلى قرون لمسح آثار الحرب"، كما أعلنته وزيرة البيئة العراقية السابقة في باب "أقوال مأثورة" مع حمدي قنديل في برنامج قلم رصاص (فضائية دبي) 31/10/2010.

فما يجري هناك شاهدناه وتابعناه بالبث الحي والمباشر!

قال الشعب العراقي كلمته الفاصلة وأسمع صوته للعالم كله..
ويبقى الأجدر والأشرف في هذا المشهد أن تقول الدول والشعوب العربية بدورها كلمتها.. وأن تتحمل مسؤولياتها القومية والتاريخية...!

"
نحن عمليا أمام عراق منزوع السيادة والاستقلال والحرية.. مثخن بالجراح الطائفية والمحاصّات السياسية الفئوية
"
وأن يقول المجتمع الدولي أيضا كلمته الصريحة في وجه جريمة وفضيحة العصر..؟!

ونتساءل في ضوء كل ذلك: أي عراق سيد ومستقل يبقى...؟!

نحن عمليا أمام عراق منزوع السيادة والاستقلال والحرية.. مثخن بالجراح الطائفية والمحاصّات السياسية الفئوية.

يحتاج العراق للخروج من محنته وعتمته نحو فجر جديد حقيقي، إلى لملمة نفسه وقواه وطاقاته الوطنية والعروبية، بعيدا عن الفتنة الطائفية الخبيثة التي لا تبقي ولا تذر!


المصدر: الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق